عن الطفل الصغير بداخلنا
الشارع دا كنا ساكنين فيه زمان
كل يوم يضيق زيادة عن ما كان
أصبح الآن بعد ما كبرنا عليه
زي بطن الأم مالناش فيه مكان*
كبُرنا.. في خضم الحياة وزحامها، كبرنا، ولم ندرك تلك الحقيقة، أو ربما أدركناها، ولكننا اخترنا أن نتجاهلها، أو نتناساها.. كبرنا، وأصبحنا أصحاب القرار الأول والأخير في أمور حياتنا، صغيرة كانت أو كبيرة مثلما أصبحنا نحن.. كبرنا، ولا زال بداخلنا طفل صغير يتشبث بما يريد، ويرى الدنيا من منظور وردي بحت لا وجود له في دنيا الواقع.. طفل يجعلنا نتشبث بخيوط الأمل الرفيعة، ونعيد وصلها إذا تمزقت كي لا نتمزق معها.. طفل يعود بنا إلى ذكريات تركناها، وتركنا معها ذاكرتنا، قبل أن تتراكم عليها أتربة الزمن يوما بعد يوم حتى اختفت عن ناظرينا، ونسينا وجودها مع مرور الوقت..
كبرنا.. وبحكم أننا كبرنا، صرنا لا نصغي إلى بكاء ذلك الطفل الصغير.. نتجاهله ونكمل سيرنا، كي لا يذكرنا بالحقيقة التي نرفض الاعتراف بها لأنفسنا..... أننا كبُرنا.
*الأبيات من أغنية "الشوارع حواديت" لفريق المصريين، وليست من القصيدة الأصلية لصلاح جاهين.
تعليقات
ومن البوست افتكرت محمود درويش لما قال
كبرنا كم كبرنا والطريق إلى السماء طويلةٌ