المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٠٩

اختبار

هي تدرك جيداً طبيعة ما تشعر به تجاهه. هو أيضاً يدرك جيداً طبيعة ما يشعر به تجاهها. ولكن هي تشك في طبيعة ما يشعر هو به تجاهها.. اختارت البعد لفترة. وافقها رأيها، وابتعدا.. شاءت الظروف وشاء القدر أن يضعهما معاً وحدهما في نفس المكان. اقتربت منه. جلست على الأرض بجانبه، وأسندت نفسها إلى الحائط. نظر إليها بابتسامة ذات مغزى، وقال: -مش خايفة مني؟ بثقة "تأتأت" أن (لا)، وبرزت مع "التأتأة" كشكشة أنفها الدقيق. -بس إنتِ متعرفنيش كويس -بس أنا عارفة نفسي كويس نظر لها بابتسامة ذات مغزى آخر. ردت بابتسامة واثقة. ضمت رجليها إلى نفسها، واحتضنتهما بذراعيها، ثم نظرت إلى الأعلى، وارتسمت على شفتيها ملامح الثقة؛ فقد نجحت في الاختبار.

عالم آخر

يقولون: "ما أوسع خيالك !".. أرد: "وما المشكلة إذن ؟" نعمة هي من عند الله، إذا أحسنت استخدامها.. وها أنا الآن يا عزيزي أريدك بجانبي؛ لكي تضفي لمستك الخاصة داخل عالمي هذا.. أريد أن أستغل وجودك في نسج خيوط ذلك العالم، الذي حلمت يوما أن أصحبك في رحلة داخله.. رحلة، لن تنساها ما حييت.. سأطوف بك؛ بحثا عن متعة الجنون في كل مكان -عرفته أو لم تعرفه- على وجه البسيطة.. سأعبر بك من ضفة إلى أخرى؛ من أجل نشوة حقيقية، أو حتى زائفة، فمن منا لا يخطئ؟ سأبدأ الآن رحلتي معك، وآخذك إلى مكان بعيد.. إلى بلاد الثلج، حيث البرودة القارسة، وحبات الثلج الأبيض القطني، التي تتناثر حولنا في كل مكان، بعد أن فُتحت لها أبواب السماء؛ لتطل على أهل الأرض، وتشع فيهم البهجة والسعادة.. في حديقة صغيرة، أمام منزل من طابقين، نقف معاً، محاطين بأكوام من الثلج، نتعاون سوياً في بناء رجل الثلج، بينما تعلو ضحكاتنا وجوهنا.. تترك لي مهمة وضع الجزرة مكان الأنف.. أثبتها، وأعلن إتمام المهمة بنجاح.. نضحك سوياً ونتمايل.. نسقط أرضاً في حالة من اللاوعي المسيطر علينا.. أنهض من على الأرض، وأنفض الثلج عن نفسي.. وبينما أرا