المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٣

مناجاة (2)

صار لها زمن لم تدع الله كما اعتادت أن تدعوه.. كفت عن الدعاء لسبب غير معلوم، وكأنها تخشى شيئا لا تعرفه.. لطالما كان الله رفيقا بحالها، رحيما بها، حنونا عليها. لماذا كفت عن اللجوء إليه؟ ربما لكثرة ذنوبها، صارت تخشى من عدم قبول الله لها في رحمته.. تتألم طيلة الوقت، ويضيق صدرها يوما بعد يوم.. تتذكر وقت أن استأنست بالله في لحظة كانت تتوقع أن تكون حالكة، فكان الله لها خير معين ونعم الصاحب.. لماذا تبدو تلك اللحظة بعيدة؟ تدعو بصوت خافت: يا رب.. استعصت عليَّ نفسي وعصتني، فصرت أخاف عليَّ منها.. عذبتني نفسي عند مفارق الهوى، ففارقتني الراحة وأصابتني الحيرة الخانقة، الحانقة على أي شيء وكل شيء.. آثرت العزلة فلم تؤثرني طويلا، وباعتني بثمن قليل عند أول فرصة.. يا الله.. يا طبيب الأرواح الحزينة، الحائرة.. أرجوك يا الله أن تبسط جناح رحمتك لتظلل به عبادك الضعفاء، الذين مهما أصابهم البعد عنك، لابد لهم وأن يعودوا إليك يوما ما، ليحتموا برحمتك التي وسعت كل شيء.. يا الله.. إن العيش بدون ذكرك أشد على القلب من الموت المفرق بين الأحبة.. يا الله.. اغننا برحمتك عن الدنيا وما فيها.. اكفنا برحمتك ما

علها ترتاح

قد تكون الحقائق واضحة جلية أمامنا، ولكننا نتغاضى عن رؤيتها أو حتى مجرد الالتفات إلى وجودها، كي لا نجرح أنفسنا جرحا يصعب التئامه، ويترك أثره المستديم على أرواحنا.. أما عنها، فقد باتت روحها متعبة مرهقة ومستنزفة. تخشى المواجهة وتتوق إليها.. مواجهة النفس أعني.. كيف لنا أن نجمع بين النقيضين؟! اعتراف ليس له علاقة بما تعانيه الآن: هي تفتقد أباها كثيرا، أباها الذي يجلس في الغرفة المجاورة.. تكتشف ذلك عندما تتذكر أو تستمع إلى مقطع معين في أغنية "في البحر سمكة" لإيمان البحر درويش، تغني معه طفلة صغيرة على الأرجح ابنته.. ذلك المقطع الذي يقول: " ونونه تضحك.. وتقول لبابا.. (انتفاضة قلب ودموع غزيرة تنهمر منها عندما تردد الطفلة الصغيرة بعده كلمة 'يا بابا').. يا بابا هاتلي.. بسكوت ونوجة..".. هي فقط تفتقد أباها الذي مازال على قيد الحياة، الجالس في الغرفة المجاورة لغرفتها..  اعتراف آخر صغير ربما يكون له علاقة بسابقه: هي الآن تبكي بكاء شديدا أثناء كتابة تلك التدوينة.. وكأنها قررت أن تصب مكنونات روحها في بعض الكلمات علها ترتاح، بعد مواجهة حتمية مع نفسها، قضت على م