صخب وسكينة

كانت الساعة الثالثة صباحا عندما رن الهاتف لأول مرة ولكنه توقف، وما أن وضعت رأسي من جديد لأنام حتى سمعت بعض الطرق على باب غرفتي.. في البدء اعتقدت أنها خيالات أو بقايا أحلام انتزعني منها الطرق، ولكن سرعان ما أفقت، بعد أن انتبهت إلى الحقيقة التي أقضت مضجعي، وهي أنني وحدي بالبيت..! مع تكرار الطرقات، تكومت حول نفسي في ذعر حقيقي، وأنا أستعيذ بالرحمن من الشيطان الرجيم.. لحظتها، أمسكت بالهاتف علني أتعثر برقم ينجدني، فوقعت عيناي على رقم المتصل سابقا.. أصغيت جيدا للصوت الآتي من خلف الباب، فعرفته من فوره.. كيف نسيت أن آخذ منه نسخة مفتاح البيت التي يحتفظ بها؟ من حسن حظي أنه لم يكن يحتفظ بنسخة من مفتاح الغرفة أو أية غرف أخرى..

سمعته يستغيث.. يستنجد ويقسم بأيام عهد بائد جميل -هكذا ظننت وقتها- كما يفعل دوما .. ظل على هذا الحال يذكرني بأيامنا الحلوة معا، ويطلب مني العفو والرضا، وهو لا يدرك أن رضاي لن يجدي شيئا مادام الله غير راض.. وكيف أرضى وحاله من يوم إلى يوم يسوء، بمباركة أصحاب السوء؟

ظللت صامتة صامدة لا يهزني رجاؤه، حتى يأس من سبيلي وسكت.. بعدها بلحظات طويلة، سمعت صوت باب المنزل ينغلق بشدة وخيبة أمل.. انتفضت روحي لحظتها، وبكيت طويلا بحرقة وألم، ثم أمسكت كتاب الله ليسكن بين يدي، وتسكن به نفسي..

تعليقات

‏قال Israà A. Youssuf
آمين, ربنا يهدي الناس كلها :)
‏قال Unknown
جميلة رغم الوجع المُطِّل منها
‏قال Tarkieb
وياتري الشقة من حق الزوجة و لا بالعافية؟....بس باين عليه جدع ....حلوة اوووي قصتك مكتوبة بطريقة غير مباشرة وعايزة تركيز....فهمتها؟ ولا لأ؟
‏قال Israà A. Youssuf
Nelly

شكرا لمرورك المعطر :)
‏قال Israà A. Youssuf
Tarkieb

والله شكلك كده مالقطهاش D:
هو ماشي على حل شعره وعايز يرجعلها عشان يضحك عليها وياخد فلوسها وكده D: ناس غدارة D:
‏قال Tarkieb
بس تمشي برضه واحدة كارشة جوزها ههههههه برة الشقة وراجع يستعبط

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحمة

ما بين الحزن والدعاء

بداية جديدة