المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٢

إلى آية

أنت بالطبع لا تعرفينني، وهكذا أنا أيضا، ولكن هذا لا يمنع أن الحديث عن المسافات مؤرق لكلتينا.. دعيني في البدء أحدثك عن تلك التي تتعمد أن تشغل كل أوقات فراغها بأشياء عدة -أغلبها تافه- كي تهرب من مواجهة نفسها إذا ما وقعت في مصيدة التفكير، لذا بات من الأحرى أن نحدد المسافات التي تفصلنا عن أنفسنا وتسلبنا أرواحنا.. الأقطار تتزايد والهوة تتفاقم بمرور العمر، والهروب لا يؤدي إلى سواه، وربما المزيد من الألم.. أظن أنه إذا امتلكنا من الشجاعة مايكفي لمواجهة أنفسنا، صرنا أكثر قدرة على تقليص المسافة وتضييق الهوة، وربما -وقتها- ندرك مدى المسافة الحقيقية التي تفصلنا عمن سوانا.. إذا وجدت في نفسك القدرة، حدثيني عن المواجهة.. *ردا على رسالة آية إلى أي حد ..

مفردات

جوع دعني أحكي لك عن فتاة هزيلة شاحبة، يأويها ركن منعزل في حارة منعزلة لا وجود لها على الخريطة. الجوع قارص، والفتاة صامدة، وراضية.. في عالم آخر، ربما تعرف الفتاة التي لا ينقص شيء من عندها -أو قل يزيد-، ورغم ذلك تراها أيضا شاحبة.. أنت لا تعلم أنها في حاجة ماسة وجوع مستمر للفرح، والرضا.. عوج عرّف لي ما العوج؟ عوج الطريق وعرجه -والنتيجة باتت محفوظة-؟ أم عوج النفس عن الحق -والنهاية أيضا معروفة-؟ أم......؟ وجع هنا فقط حيث الوطن، أو هكذا كان -أو هكذا لن يكون-.. تدرك أن الوجع لا موسم له.. هنا فقط، تتكسر الأجنحة الغضة لعصافير جل ما اقترفت من ذنب أنها سعت من أجل حقها في الحياة.. نحو السماء.. هي الآن في السماء، حيث الفرح، والفرح هناك لا موسم له..

بلا جدوى

بين المنحنى والآخر.. مطلع تلة عبثا تحاول أن تعلو.. الخوف يعتريها.. ومن الفشل تخشى.. فتظل كما هي.. مجرد تلة في طي النسيان.. قيد الاندثار..

ليست سطورا فحسب..

أنظر إلى الصفحة البيضاء مطولا.. بارتباكة أتأمل كل المشاعر المتضاربة والأعاصير التي تحوطني، والتي لا حصر لها.. كيف لكل ذلك أن يتلخص في كلمات معدودة؟ بعض الأشياء إذا كتبت فقدت بريقها، والبعض الآخر ينطفئ ويبهت إذا لم يلق العناية الكافية في التعبير.. أشتاق إلى التعبير ولكن أخشاه.. أدّعي أن التوقيت ليس ملائما.. هو بالفعل ليس ملائما.. ربما علي أن أنتظر قليلا.. أن أتقن الصبر أكثر..