المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٢

رسالة شكر

صورة
عزيزي/ موزارت.. أكتب إليك امتنانا وعرفانا بفضلك البادية آثاره على ملامح وجهي، وحركات يدى. معزوفتك الثالثة عشرة لا تفارق ذهني منذ أيام، ولا تملّها تكّات أناملي على جميع الأسطح الممكنة، ولا دقات قلبي، على قسوة آلامه وكثرة تقلباته. ليلتك الموسيقية الصغيرة تمنح قلبي ليال صيفية مبهجة، صاخبة كانت أم هادئة.. معزوفتك العبقرية تمنحني الأمل في الشعور بالبهجة من جديد والنشوة المفتقدة من أمد بعيد. ربما بُعد الأزمنة بيننا هو سبب الشعور بقرب اللذة التائهة وعودتها بعد غياب طال به الوجع.  أعدك برسالة أخرى -أو تدوينة طويلة- حين العودة من التيه. أما الآن، فلك مني كل السلام والحب والامتنان.. إمضاء: فتاة من زمن العجائب.  ----------------------------------------------- هامش: 1- حقوق الصورة محفوظة ل Vivian Mirabal 2- معزوفة موزارت الثالثة عشرة :)

ثلاثة أحرف

صورة
عن الألم حتما المصائب لا تأتي فرادى، أو قل الإحباطات إذا شئنا الدقة.. تبدأ الأشياء بالتساقط في لحظة فجائية صادمة، تعقبها لحظات استنكار مطولة تفيق منها، لتجد أنك لم تعد أنت، أنهم لم يعودوا كذلك، أن هنا لم يعد هنا، أن هنا أصبح هناك فحسب*، أن هناك لا وجود له إلا في خلفية الذاكرة المهترئة. تحاول التنفيس فتبكي. ينهرونك. يلقون على مسامعك محاضرات ومهاترات مفادها أن البكاء ضعف ولا يصح. هم لا يعلمون أنه لم يعد لك سوى البكاء ماتبقى. يحرّمون عليك الحزن. يستغربون حساسيتك الزائدة في تناول الأمور. هم لا يعلمون أنك اكتفيت فحسب. ينكرون عليك تقمص دور الضحية. هم لا يدركون أنك بالفعل ضحية. عن الأمل أن تتعلق بأمل شبه معدوم -أو حتى معدوم- ليس أمرا طفوليا كما يظن البعض**. ليس بالأمر الهين كما يراه أغلب العابرين. هو فقط يجعل الدنيا مقبولة العيش وليست سهلته، بل يكاد يزيده صعوبة، ولكن الأمر يستحق. فقط عليك أن تتبع الإشارات الإلهية حين تتراءى لك، وتثق في مغزاها. لحظة من الصمت قد تساعد. القليل من التفاؤل قد يجدي. الابتسامة في أحلك الأوقات تريح وأنت تقول:" لعلّه خير".. *العبارة

كرة الخيط

صورة
تتحدث عن حياتها و كأنها كرة الخيط التي تنحدر أمام القطة فيزداد تشابك الخيط ويصبح بالتفكك أكثر تعقيدا، مع الفارق أن القطة سرعان ماتكف عن اللحاق بكرة الخيط حتى لا تتعثر بها. فقط يكفيها أن تقف في مكانها لتتابع انزلاق الكرة وتعقد الخيط.. أما عنها، فهي لا تكتفي بمراقبة الكرة من بعيد، بل تجري وراءها ببقايا نفس مجهد من كثرة البكاء وشدته، علها تستطيع تدارك المزيد من التشابك والتعقيد، ولكنها عادة لا تفلح.. تشفق على نفسها حينما ترى نظرات الإشفاق في عيون من حولها.. كلما تراها إحدى الصديقات، تسألها باهتمام: عاملة إيه؟.. كويسة.. متأكدة؟ فترد بضحكة عالية : متأكدة.. ولسان حالها ينضح بعكس ذلك.. يكفيها هذا القدر من سخرية القدر. تتعبها همومها، فتنطفئ اللمعة في عينيها، وتتعبها كثرة الكلام وتكراره، فتؤثر الصمت. تشخيص الاكتئاب المزمن يستلزم مرور أسبوعين -على أقل تقدير- على ظهور الأعراض وتطورها. لها على هذا الحال قرابة الأربعة أشهر. تعترف لنفسها بضرورة استشارة طبيب نفسي، ولكنها لا تملك من الشجاعة مايكفي. لذلك، تقرر أن تكتفي فقط بالوقوف في مكانها، لتتابع انزلاق الكرة وتعقد الخيط..

تسلسل

صورة
تبحث عن البداية.. بداية الأشياء وأصلها مجرد فكرة. الفكرة تتشعب في أنحاء رأسها. رأسها مليء بأفكار مبعثرة وأشخاص في الغالب متغيرين بتغير الظروف والمناخ. مناخ قلبها حار جاف في أمسّ الحاجة إلى ليلة شتوية دافئة. الدفء منبعه القلب. قلبها يتسع لبعض الأحبة والكثير من الثقوب. ثقوب روحها اتسعت حينما حاولت إجبار نفسها على الرجوع إلى الوراء من أجل إرضائه هو. "هو" عنصر متغير على مدار سنوات حياتها ولم يحن بعد وقت ثباته.. ثبات الأحوال بلا حراك سوف يؤدي حتما إلى النهاية.