آخر أيام الصيفية..
يصيبني اليوم شعور حاد بالاكتئاب، وهو شعور يتربص بي -كعادته- عندما أختلي بنفسي وحيدة.. أجد نفسي حاملة مشغل الأغاني خاصتي.. أتجول به في أنحاء البيت؛ لعلّي أجد في ما أسمعه ما يزيح عني بعض كآبتي..
تنسكب الأغاني على أذنيّ.. لا أستسيغها تلك المرة.. أجهش بالبكاء.. أظل أبكي بلا انقطاع حتى أشعر باحمرار وجنتيّ وأنفي من شدة البكاء.. يتعبني بكائي فأكف عنه.. يستمر تجوالي، ولا يكف صرير الأغاني عن زيادة شعوري بالكآبة.. أتوقف لحظة، عندما أشعر بهذا الهراء يكف عن ملاقاة أذنيّ، يستبدله صوت فيروز الملائكي ذو الطبيعة الحانية..
"سألتك حبيبي لوين رايحين؟ خلينا خلينا و تسبقنا سنين.. إذا كنا عاطول..التقينا عاطول.. ليش بنتلفت خايفين..؟"
تخف كآبتي بعض الشيء، وإن كنت لا أزال أشعر بها في أعماقي.. أتوقف أمام المرآة.. أتأمل خصلات شعري المبعثرة في أنحاء رأسي.. أنظر إلى عينيّ، فأرى بقايا كحل أسود يأبى أن ينزاح عنهما.. لا أكمل الأغنية إلى نهايتها.. أنتقل إلى الأغنية التالية..
"آخر أيام الصيفية.. والصبية شوية شوية.. وصلت ع ساحة ميس الريم.. وانقطعت فيها العربية.."
لا أعرف تحديدا سبب حبي الشديد لتلك الأغنية.. أظنه يكمن في هذا اللحن الرائع، الذي يمتزج فيه الكثير من السعادة الممزوجة ببعض الشجن، والذي سرعان ما يذوب في إيقاع الأغنية المتسارع، فلا تكاد تشعر به عندما تنسجم معها..
"تأخرنا و شو طالع بالإيد؟ حبيبي و سبقتنا المواعيد.. أنا لو فيّ.. زورك بعينيّ.. وعمرا ما بتمشي العربية.."
أتذكرك حينما أستمع إلى هذا المقطع.. أتذكر حديثنا المطوّل عن طبيعة ما يحدث بيننا، وإلى ما انتهى ذلك الحديث..أرى نفسي مكان تلك 'الصبية' مع اختلاف الحكاية والموقف..أبدا لا أستطيع أن أمنع نفسي من تعلق عينيّ بوجهك، خاصة عندما أراك تتأهب لقيادة سيارتك الفضية، وكثيرا ما أتمنى ألا تنهض السيارة من غفوتها؛ كي أطيل النظر إليك لأطول فترة ممكنة..
توشك الأغنية على الانتهاء.. تتوقف ذاكرتي مؤقتا، وأتأمل ما يحدث حاليا.. حالة من التناقض تسيطر على جميع تصرفاتك.. أظنها عدوى قد التقطّها ممن حولك.. ماذا يحدث؟ ألتقط منك عدوى التناقض، مصحوبة ببعض الشك.. أحاول تهدئة نفسي، مطمئنة إياها بأنها "حالة شيزوفرينيا وهتعدّي!"، وكلّي أمل أن يعود كل شيء كما كان..
تنتهي الأغنية، وينتهي معها شعوري بالاكتئاب شيئا فشيئا.. أراني الآن أكثر إشراقا..تبدأ الأغنية التالية..((سألوني الناس)).. أتخذ قراري، معلنة إياه في سرّي: "خلاص.. مش وقتها دلوقتي"، ورغم عشقي اللامتناهي لتلك الأغنية، أطفئها بكل تلقائية، وأشعر بعدها بابتسامتي ترتسم على وجهي من جديد..
تنسكب الأغاني على أذنيّ.. لا أستسيغها تلك المرة.. أجهش بالبكاء.. أظل أبكي بلا انقطاع حتى أشعر باحمرار وجنتيّ وأنفي من شدة البكاء.. يتعبني بكائي فأكف عنه.. يستمر تجوالي، ولا يكف صرير الأغاني عن زيادة شعوري بالكآبة.. أتوقف لحظة، عندما أشعر بهذا الهراء يكف عن ملاقاة أذنيّ، يستبدله صوت فيروز الملائكي ذو الطبيعة الحانية..
"سألتك حبيبي لوين رايحين؟ خلينا خلينا و تسبقنا سنين.. إذا كنا عاطول..التقينا عاطول.. ليش بنتلفت خايفين..؟"
تخف كآبتي بعض الشيء، وإن كنت لا أزال أشعر بها في أعماقي.. أتوقف أمام المرآة.. أتأمل خصلات شعري المبعثرة في أنحاء رأسي.. أنظر إلى عينيّ، فأرى بقايا كحل أسود يأبى أن ينزاح عنهما.. لا أكمل الأغنية إلى نهايتها.. أنتقل إلى الأغنية التالية..
"آخر أيام الصيفية.. والصبية شوية شوية.. وصلت ع ساحة ميس الريم.. وانقطعت فيها العربية.."
لا أعرف تحديدا سبب حبي الشديد لتلك الأغنية.. أظنه يكمن في هذا اللحن الرائع، الذي يمتزج فيه الكثير من السعادة الممزوجة ببعض الشجن، والذي سرعان ما يذوب في إيقاع الأغنية المتسارع، فلا تكاد تشعر به عندما تنسجم معها..
"تأخرنا و شو طالع بالإيد؟ حبيبي و سبقتنا المواعيد.. أنا لو فيّ.. زورك بعينيّ.. وعمرا ما بتمشي العربية.."
أتذكرك حينما أستمع إلى هذا المقطع.. أتذكر حديثنا المطوّل عن طبيعة ما يحدث بيننا، وإلى ما انتهى ذلك الحديث..أرى نفسي مكان تلك 'الصبية' مع اختلاف الحكاية والموقف..أبدا لا أستطيع أن أمنع نفسي من تعلق عينيّ بوجهك، خاصة عندما أراك تتأهب لقيادة سيارتك الفضية، وكثيرا ما أتمنى ألا تنهض السيارة من غفوتها؛ كي أطيل النظر إليك لأطول فترة ممكنة..
توشك الأغنية على الانتهاء.. تتوقف ذاكرتي مؤقتا، وأتأمل ما يحدث حاليا.. حالة من التناقض تسيطر على جميع تصرفاتك.. أظنها عدوى قد التقطّها ممن حولك.. ماذا يحدث؟ ألتقط منك عدوى التناقض، مصحوبة ببعض الشك.. أحاول تهدئة نفسي، مطمئنة إياها بأنها "حالة شيزوفرينيا وهتعدّي!"، وكلّي أمل أن يعود كل شيء كما كان..
تنتهي الأغنية، وينتهي معها شعوري بالاكتئاب شيئا فشيئا.. أراني الآن أكثر إشراقا..تبدأ الأغنية التالية..((سألوني الناس)).. أتخذ قراري، معلنة إياه في سرّي: "خلاص.. مش وقتها دلوقتي"، ورغم عشقي اللامتناهي لتلك الأغنية، أطفئها بكل تلقائية، وأشعر بعدها بابتسامتي ترتسم على وجهي من جديد..
تعليقات