جولة زمنية
ديسمبر 1998
لا أتذكر كم كانت الساعة تحديدا في ذلك اليوم الشتوي وقت عودتي من المدرسة. ربما الواحدة ظهرا أو بعدها بقليل، كعادة كل عام في رمضان حيث يقصر اليوم الدراسي.. كنت وقتها طفلة هادئة ثقيلة الظل في الثامنة من عمري في الصف الرابع الابتدائي.. كانت حبات الثلج تتساقط يومها في طريق عودتي من المدرسة -أنا وأختي الصغرى- إلى حيث يقطن جدي وجدتي. تزامن وصولنا مع وصول ابنتي خالتي بسيارتهما الخضراء الصغيرة، وقد كانت كل منهما عائدة من كليتها.. أتذكر الصخب المصاحب لإعداد المائدة الكبيرة قبيل المغرب. النساء عاكفات على إعداد كل شيء بحب ودفء. الرجال يتحاكون عن أحوالهم وأحوال الدنيا، بينما نحن الصغار نتشارك الألعاب ببهجة، ونستشعر المرح الحقيقي والجمال في كل مايحدث معنا..
يوليو 2012
لم تعد الأمور كما كانت، وأظنها لن تعود.. الحرارة منهكة وكذا برودة الناس. صرت الآن شخصية صاخبة كئيبة في الثانية والعشرين من عمري، في آخر مراحل دراستي بكلية الطب.. جدي لم يعد موجودا معنا. جدتي أنهكها الناس وأتعبتها أمراض الدنيا.. خالتي أصبحت بدورها جدة لخمسة أحفاد، وفي انتظار أن يشق السادس طريقه إلى الحياة بنجاح بعد شهرين. ابنتا خالتي، إحداهما هاجرت إلى كندا مع زوجها وأطفالها الثلاثة، والأخرى في هجرة داخلية إلى القاهرة مع زوجها وطفلتيها.. نحن -الصغار- لم نعد صغارا.. صرنا كبارا، لكل منا شئونه وهمومه التي تكفيه. أصبحنا لا نتقابل إلا بين الحين والآخر، أو إذا منت علينا الأيام بإحدى صدفها..
أفتقد البهجة المميزة لرمضان، وأنعى حميمية البشر..
تعليقات
"واجبنا ان نحاول أن نقتنص ولو لحظات نشعر فيها بجمال الأشياء و ببهجة الحياة"
عندك حق فيها.. كل سنة وإنت طيب, وربنا يتقبل منا جميعا :)
عندي حق مش كده؟
كل سنة وإنتي طيبة :))
وانهكتنا الحياة
كل رمضان وانتي طيبة
افتقد قديماً حين كانت هناك عائلة فعلا
كل عام أنتِ بخير حبيبتى
طمئن الله قلبك بدفء الأحبة :)
كل رمضان وإنتي بألف خير :)
كل رمضان وإنتي بألف خير :)
طمأننا الله وإياكم بدفء الأحبة :)