تخاريف ومواقف

منذ أن بدأت موجة التفاؤل لدي، وأنا أرى في منامي كل يوم أحلاما عديدة وغريبة.. يقولون أن الإنسان عندما يمر بحالة من الاكتئاب يعجز عن أن يحلم، وأنه عندما يشعر بالتفاؤل، تنساب عليه الأحلام دوما.. الغريب في الأمر أن تلك الأحلام ترتبط ارتباطا وثيقا بفترة الاكتئاب التي كنت أمر بها، أو بأسبابها إذا صح التعبير.. لا أستطيع أن أجزم إن كانت تلك الاحلام هي انعكاس لعقلي الباطن واللاوعي بداخلي، أم هي مجرد تخاريف ليلية وأضغاث أحلام.. لا أنكر أنني سعيدة بـتلك الأحلام اليومية، فهي تمنحني شعور بالراحة التي قلما أصادفها خلال أيامي المتشابهة..

******************

منذ عدة أيام، دار حوار طريف بيني وبين ابنة خالي ندى التي تصغرني بما يقارب الستة عشر عاما، كعادتها كانت (متشعبطة فيا) ولا تريد أن تتركني لصلاة الظهر.. أحاول إقناعها:
-سيبيني يا ندى أروح أصلي عشان ربنا يوديني الجنة، ولا إنتي عايزاه يدخلني النار؟
-مث مثكلة، أروح النار معاكي..
-طب ليه بس كده، طالما في ايدينا نروح الجنة، إيه بس اللي يودينا النار؟
وجلست أحدثها عن الجنة والأنبياء، وكيف أن الله اصطفى سيدنا محمد وجعله خاتم الأنبياء، واستفضت معها في الحديث عن الجنة ومافيها، إلى أن فاجأتني بسؤالها:
-هي الجنة فيها (تاوليت)؟
لم أتمالك نفسي من الضحك وأنا أقول:
- معرفش والله يا ندى، ربنا هو اللي يعرف..
-طيب هاثتحما في الجنة؟ وهلبث هدوم؟
أضحك مرة أخرى..
-أكيد طبعا يا ندى، إيه النضافة اللي نزلت عليكي دي؟!
ويستمر الحوار.. إلى أن تسألني:
-طب هي الجنة فيها مثابك؟
-مشابك إيه يا ندى؟ (تأتي ببالي مشابك الغسيل)
-المثابك دي بتاعت الثعر..
-ااااااااااااااه (وأنا أضحك)، أكيد طبعا يا بنتي، بس تخيلي بقى لو بقى عندك مشابك دهب أو فضة، مش البلاستيك دي..
وأخيرًا وبعد حوار استمر حوالي ربع ساعة، أقنعت ندى بأن تتركني لأصلي، واقتنعت أنا بدوري بأن الأطفال كائنات عجيبة، قبل أن تكون بريئة..

*******************

عودة للأحلام مرة أخرى، ولكنه ليس حلما تلك المرة، بل هو كابوس، جعلني أبكي في سريري لمدة خمس دقائق بعد أن استيقظت؛فهو يتعلق بأغلى إنسانة في حياتي.. شعرت بعدها باحتياج جارف لها، ووددت لو أذهب إليها وقتها لأرتمي بين يديها وأقبلها،ولكني خفت أن تشعر بالقلق عليّ من دون داع.. الآن، أنتهز أي فرصة لأداعبها وأنهال عليها بالقبلات.. لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدونها.. ربنا يخليكي ليَّ يا أمي..

*******************

يزداد شعوري بالنصر كل يوم، خاصة بعد أن أثبتّ لنفسي أنني قادرة على اتخاذ خطوة، لم أكن أظن أن بمقدوري اتخاذها.. أُثبت لنفسي كل يوم أنني على حق، وأكتشف كل يوم حقائق جديدة فيمن حولي، ويزداد شعوري بالثقة، حتى مع وجود المنغصات التي من شأنها أن تعكر صفوي، ولكن كل هذا لا يهم، مادمت واثقة أنني على حق..

*******************

ماسبق كان ملخص الأسبوعين السابقين من حياتي.. وجدت الحل في الكتابة؛ حتى لا أفقد السيطرة على نفسي..

تعليقات

‏قال momken
الاحلام لا تلك البوابه التى تاخذنا من عالم الواقع الصعب الى عوالم ساحره مليئه باشياء كثيره مدهشه
ولا يهم ان كان احلم مفرح ام مزع المهم انه اضاف لحياتنا لحظات حياه كانت ستضيع فى النوم

والحلم هو فسحه من الله يرفه بها عنا اذا ما اصتدمنا بالواقع الصلب

ـــــــــ

جميله علاقتك بدا وجميل الحوار الى دار بينكم
ربنا يبارك فى ابناء المسلمين وبناتهم

استمتعت بالبوست جدا
اكنى كنت معزوم عندكم فى البيت


تحياتى
‏قال Ramy
جميلة مقطفات الحياة دى

أجمل ما فيها هى الكائنات الغريبة (:

تحقيق أحلامنا

يُزيدانا ثق بأنفُسنا

بالتوفيق

(:
‏قال Israà A. Youssuf
momken
مش عارفة اقولك إيه بجد, بالشكل ده إنت مش محتاج عزومة, البيت بيتك :)

الاحلام نعمة من الله للتنفيس عما نواجهه, ايا كانت تلك الاحلام..

ربنا يستجيب لدعوتك.. امين.. :)
‏قال Israà A. Youssuf
Ramy
عندك حق اوي, أهم حاجة الثقة بالنفس..
تحياتي..:)

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحمة

ما بين الحزن والدعاء

بداية جديدة