لحظات زائفة
تجلس الآن كعادتها، مستلقية في فراشها، تداعب ذكريات ذلك الحب الذي عاشته، أو هكذا ظنت.. تتساءل: كيف انتهى بها الحال هكذا؟ هي لم تعد تعلم ..
تتذكر يوم التقت عيناهما أول مرة.. كيف فقدت إحساسها بالوقت و بكل ما حولها.. تتذكر كيف كان يتلفت إليها خلسة، و هي تراه و لكن لا تبين له ذلك.. تلامس في خيالها تلك اللحظات التي جمعت أعينهما سويا.. كم هي جميلة تلك اللحظات..
تتذكر يوم التقت عيناهما أول مرة.. كيف فقدت إحساسها بالوقت و بكل ما حولها.. تتذكر كيف كان يتلفت إليها خلسة، و هي تراه و لكن لا تبين له ذلك.. تلامس في خيالها تلك اللحظات التي جمعت أعينهما سويا.. كم هي جميلة تلك اللحظات..
تتذكر تحديدا ذلك اليوم.. تتذكر جميع التفاصيل التي ترتبط به.. المكان، الزمان و الأشخاص.. الحديث الذي دار، و ما حدث يومها.. تسرح بخيالها، و تبتسم حين ترى اللحظة التي ذابت فيها أعينهما.. فقدا إحساسهما بكل شئ.. لم تتسع تلك اللحظة لغيرهما، و كل منهما يحتوي الآخر بعينيه.. تتذكر كيف استدرجته إلى الحديث، و قد رأى في ذلك وسيلة للتودد إليها، و لكنها لم تكن تعلم أنها أول و آخر مرة سوف ينطق لسانه بالحديث إليها..
و بينما هي تفكر، فإذ بكلمات تلك الأغنية تنساب على شفتيها، فتذكّرها بذلك اليوم الذي طافت فيه عيناه بحثا عنها، يحركه شوق المحبين و لهفة العاشقين.. تتذكر كيف خبّأت نفسها منه؛ لتخفي بداخلها لهفتها و اشتياقها، و كيف ابتسمت حين رأته بقلبها، و قد سكنت نفسه لرؤياها..
لم تكن تعلم أن سعادتها لن تدوم طويلا، فهي لا تعلم حتى هذه اللحظة ماذا حدث له؟ ماذا حدث لتلك الشرارة؟ ما الذي أطفأ جذوة ما كان بينهما؟ هل صح ما رأته يوما؟ كم كانت تتمنى أن يخيب ظنها، و لكن..هاهي تراه كل يوم بصحبة تلك الأخرى، و قد نسيها تماما.. لم يعد يتذكر حديث الأعين، لم يعد يراها أمامه..
تلوم نفسها الآن.. كيف أخطأت الحكم؟ كيف ظنت أنها رأت فيه ما لم تره في غيره؟ هاهي الآن ترى بعينيها انجذابه إلى البريق الخارجي دون الالتفات إلى جمال الروح.. تقرر هي الأخرى النسيان، و في تلك اللحظة، تتخلى عن جميع اللحظات الزائفة التي عاشتها.. تغلق قلبها و تحكم إغلاقه، و تقرر الانتظار.. انتظار لحظة حقيقية تلك المرة.. لحظة تحلّي مرارة الماضي، و تفتح قلبها للمستقبل..
تعليقات