31
31 في الأمس القريب كان كل شيء مثاليا إلى حد الأحلام؛ نهايات سعيدة مثالية بعد أوقات عصيبة كما يحدث في الأفلام. تغدو تلك النهايات السعيدة بمرور الوقت ذكريات لطيفة تصلح للاستهلاك الآدمي في بعض الأحيان كموارد للأمل إذا شح وجوده -وما أكثر ذلك-. الذكرى وحدها لا تكفي للعب كل الأدوار. ليست مسرحية البطل الأوحد. محاولة تطويع مجريات الأمور لتصبح كسابق عهدها أثبتت عدم جدواها وباءت بفشل ذريع كان واضحا رؤيا العين، ولكنني لم أرَ. تناسيت الحقيقتين الوحيدتين في الكون: الموت والتغيير المستمر. تناسيت الحقيقتين فغرقت في بحر مظلم لم أنجُ من ظلماته إلا بعد مرور أشهر من عمري كنت قابعة في القاع منهكة لا أقوى على الحركة، لا أقوى حتى على التنفس، فاقدة لأدنى معاني الحياة.. الثلاثاء 15 ديسمبر 2020 أكره هذا اليوم، وأحبه.. تعلمت درسا جديدا مؤلما من دروس الحياة (the hard way) كما نقول أحيانا، في نفس اللحظة التي تجلت فيها رحمة الله وأيقنت أن البر لا يبلى، وأيقنت أيضا "أن سعيَه سوفَ يُرى"، وإن كانت نظرتي القاصرة لم تمكنني وقتها من رؤية المعنى الشامل للآية الذي أدركته مؤخرا، بطريقة جدْلية، اعتدت نصح الناس به