المشاركات

عرض المشاركات من 2020

نص الهروب

أعرفُ السؤالَ والجوابَ، وأهرُبُ منهما؛ ليسَ خوفًا منهما، ولكنْ خوفًا من خوفي، وحزني المصحوبِ بغضبٍ متصاعدٍ أكادُ أشمُّ رائحتَه عبرَ الأزقَّةِ،ٍ يُباغتُني لحظاتٍ على هيئةِ سعالٍ مميتٍ لا يلْبثُ أنْ يهدأَ حتى أشعرَ بلحظةِ فراغٍ يتسللُ الحزنُ خلالَها، يغمرُني حتى أكادَ أختنق، ولكن لا أقاومُ.. يطفو رأسي على سطحِ الحزنِ، وأبكي؛ لأنني أعرفُ السؤالَ والجوابَ، لكنني لا أقدرُ على الهروبِ بعدَ الآنْ..

الخط الفضي

عزيزي الله أدركت بعد عدة سنوات أنني أخاف حق الخوف. اعتدت الاختلاف فخفت ألا أعرف نفسي يوما ما، وأنا التي تتيه أغلب الوقت في بحر من الاحتمالات لا حصر لها. أقف عند طرف الخط الفضي الذي يفصل بين الأضداد وأخاف أن أختل وأتعثر، فلا أعرف نفسي بعدها. أخاف أن أنظر في المرآة فأرى وجها غير الذي اعتدت رؤيته كل يوم. أرى بعض التجاعيد الخفيفة قد حان وقت ظهورها وأتساءل: كيف سيصبح وجهي بعد عشر سنين من الآن؟ أين سيصبح موقعي من الخط الفضي؟ هل سأضل الطريق؟ هل سيجانبني الصواب؟ هل سأكتسب القليل من الحكمة بما يكفي لأكمل الطريق؟ أسئلة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، ولا أعلم إن كنت سأجد في الإجابات راحتي، أم سأجد المزيد من الخوف..