كلما دعت الله: "اللهم لا تعلق قلبي بما ليس لي"، ازدادت على النقيض تعلقا به، فصارت تدعو له أكثر مما تدعو لنفسها، وصارت تكمل الدعاء: "واجعل لي فيما أحب نصيبا"..
تبحث عن البداية.. بداية الأشياء وأصلها مجرد فكرة. الفكرة تتشعب في أنحاء رأسها. رأسها مليء بأفكار مبعثرة وأشخاص في الغالب متغيرين بتغير الظروف والمناخ. مناخ قلبها حار جاف في أمسّ الحاجة إلى ليلة شتوية دافئة. الدفء منبعه القلب. قلبها يتسع لبعض الأحبة والكثير من الثقوب. ثقوب روحها اتسعت حينما حاولت إجبار نفسها على الرجوع إلى الوراء من أجل إرضائه هو. "هو" عنصر متغير على مدار سنوات حياتها ولم يحن بعد وقت ثباته.. ثبات الأحوال بلا حراك سوف يؤدي حتما إلى النهاية.
عزيزي/ موزارت.. أكتب إليك امتنانا وعرفانا بفضلك البادية آثاره على ملامح وجهي، وحركات يدى. معزوفتك الثالثة عشرة لا تفارق ذهني منذ أيام، ولا تملّها تكّات أناملي على جميع الأسطح الممكنة، ولا دقات قلبي، على قسوة آلامه وكثرة تقلباته. ليلتك الموسيقية الصغيرة تمنح قلبي ليال صيفية مبهجة، صاخبة كانت أم هادئة.. معزوفتك العبقرية تمنحني الأمل في الشعور بالبهجة من جديد والنشوة المفتقدة من أمد بعيد. ربما بُعد الأزمنة بيننا هو سبب الشعور بقرب اللذة التائهة وعودتها بعد غياب طال به الوجع. أعدك برسالة أخرى -أو تدوينة طويلة- حين العودة من التيه. أما الآن، فلك مني كل السلام والحب والامتنان.. إمضاء: فتاة من زمن العجائب. ----------------------------------------------- هامش: 1- حقوق الصورة محفوظة ل Vivian Mirabal 2- معزوفة موزارت الثالثة عشرة :)
تناسبها الزرقة كلية. تتخفى داخل شرنقة نسجتها بيديها حول نفسها. من الخارج تبدو زرقاء اللون ذا طابع مريح هادئ، أما داخل الشرنقة، فلا وصف يلائمه، تماما كحال نفسها.. حتى في دنيا المحسوسات، تتخذ من اللون الأزرق حجابا لمن لا يعرفها، ومنفذا للأقربين.. تراها في بعض الأحيان متأنقة في سترة زرقاء داكنة كلون أعماق البحر، تخفي وراءها الكثير من الغضب الرافض للاستسلام.. ربما تراها -لاحقا- ملتحفة بشال زهري اللون، ينير وجهها بشكل ملفت، تماما كتصرفاتها، التي تعكس -لمن يعرفها- أنها ليست على مايرام.. أما إذا صادف ورأيتها في الصباح الباكر تتأمل زرقة السماء الصافية، المنعكسة على ردائها، فاعلم أنها تناجي ربها وتدعوه، ليمهد لها للأمل سبيلا..
تعليقات