Ambivalence

يُعرف مصطلح الازدواجية أو Ambivalence ضمن مصطلحات طب الأمراض النفسية والعصبية على أنه شعوران متناقضان يشعر بهما الشخص تجاه نفس الشيء أو الشخص في نفس الوقت.. المثال الذي كان يُطرح لنا دوما هو أن يقر المريض بحبه وكرهه لأبيه في نفس الوقت، فيسأله الطبيب عن مواقف معينة دعت إلى هذا الكره، أو أخرى دعت بطبيعتها إلى الحب، ليُصر المريض على اختباره لهذين الشعورين المتناقضين تجاه أبيه في نفس الوقت ودون أي علاقة بمواقف مختلفة..(بحبه وبكرهه.. هو كده)

أصبحت أعي الآن أن ازدواجية المشاعر ليست بالضرورة عرضا لمرض نفسي معين يتوجب على الإنسان أن يكون مصابا به ليختبرها، وإلا لصار كل البشر مرضى نفسيين على هذا المنوال. أصبحت أعي أن كل إنسان على هذه الأرض له وجهان -أو ربما أكثر-. إذا كان هذا الإنسان صحيحا، لربما استطاع أن يتحكم في ظهور أحد الوجهين بصورة شبه مستمرة تجعل وجود الوجه الآخر في طي النسيان. إلى أن تأتي لحظة ما، فيختلط عليه الأمر -شأنه كشأن البشر أجمعين-، ليطلق العنان لوجهيه معا دون أدنى قصد. تتمثل تلك اللحظة غالبا في صورة صدمة من سماع خبر معين، أو حالة ذهول إثر المرور باختبار أو تجربة معينة، خاصة إذا كان الشخص قد مر قبل ذلك بتجارب مشابهة كان لها أكبر الأثر عليه -غالبا بالسلب-. في تلك اللحظة -السلبية- يشعر أن تشابه المواقف أو تكرارها هو نوع من الكوميديا السوداء التي تجعله ينخرط في نوبة ضحك مفرطة رغم شعوره بالحزن الشديد، الذي قد يصل إلى درجة البكاء في نفس اللحظة!!

عندما يعود الشخص بعدها لطبيعته، يظل يتذكر تلك اللحظة الاستثنائية التي مرت به.. يتذكرها بابتسامة أو حزن، يعتمد ذلك على الموقف نفسه بالأساس، وربما أيضا على ميول الشخص النفسية.
_________________________________________________________________

هامش:
أتحدث في هذا الموضوع من واقع تجربتي الشخصية، بعد أن اختبرت ازدواجية المشاعر في عدة مواقف على مدار مايقرب من سنة ونصف. معظم هذه المواقف يتعلق بالدراسة، والبعض على المستوى الشخصي. فقط يكفيك أن تعرف أن اللحظة بالفعل استثنائية، برغم مافيها :) 

تعليقات

‏قال كريمة سندي
لقد عانيت من الأمر نفسه في مرحلة معينة من الزمن ولكن ولله الحمد حددت مواقفي وجعلتها ثابتة
‏قال أكرهك مع حبى
انا لدى نفس الازدواجيه فأنا احبه وأكرهه

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحمة

ما بين الحزن والدعاء

بداية جديدة