تناسبها الزرقة كلية. تتخفى داخل شرنقة نسجتها بيديها حول نفسها. من الخارج تبدو زرقاء اللون ذا طابع مريح هادئ، أما داخل الشرنقة، فلا وصف يلائمه، تماما كحال نفسها.. حتى في دنيا المحسوسات، تتخذ من اللون الأزرق حجابا لمن لا يعرفها، ومنفذا للأقربين.. تراها في بعض الأحيان متأنقة في سترة زرقاء داكنة كلون أعماق البحر، تخفي وراءها الكثير من الغضب الرافض للاستسلام.. ربما تراها -لاحقا- ملتحفة بشال زهري اللون، ينير وجهها بشكل ملفت، تماما كتصرفاتها، التي تعكس -لمن يعرفها- أنها ليست على مايرام.. أما إذا صادف ورأيتها في الصباح الباكر تتأمل زرقة السماء الصافية، المنعكسة على ردائها، فاعلم أنها تناجي ربها وتدعوه، ليمهد لها للأمل سبيلا..
تبحث عن البداية.. بداية الأشياء وأصلها مجرد فكرة. الفكرة تتشعب في أنحاء رأسها. رأسها مليء بأفكار مبعثرة وأشخاص في الغالب متغيرين بتغير الظروف والمناخ. مناخ قلبها حار جاف في أمسّ الحاجة إلى ليلة شتوية دافئة. الدفء منبعه القلب. قلبها يتسع لبعض الأحبة والكثير من الثقوب. ثقوب روحها اتسعت حينما حاولت إجبار نفسها على الرجوع إلى الوراء من أجل إرضائه هو. "هو" عنصر متغير على مدار سنوات حياتها ولم يحن بعد وقت ثباته.. ثبات الأحوال بلا حراك سوف يؤدي حتما إلى النهاية.
أتصرف باندفاعية مفرطة وأنغرس فيها كأنها صفة متأصلة فيّ منذ الولادة. أشعر بغضب شديد تجاه كل الأشياء وكل الأشخاص ، وأصب جم غضبى للأسف على الطفلتين ، وهما لا حول لهما ولا قوة ، هما خارج حسابات الناس والأشياء. هما الأصل والنقاء ، وكل من دونها مزيف، وأنا ؟ أأصل أنا أم تزييف؟ أفكر في الإجابة، فيثفل قلبي وينكتم صدري، وتتسلل الدموع إلي عينىّ. أعترف أنني غاضبة.. وحزينة، وأقر أن لا عدل في هذه الدنيا التي تستوحش يوما بعد الآخر، ولا مفر من استمرار العيش فيها حتى انقضاء الأجل. أنا متعبة، وغاضبة وحزينة .. حزينة جدًا ..
تعليقات
_______
سعيدة للغاية بالتواجد هنا :)
سعيد بزيارة مدونتك وانتظر قراءة المزيد إن شاء الله
:)
لك أطيب تحية
من باب الأمانة, السطر الأول مقتبس من أحد الزملاء.. لكنه كان له أشد التأثير في نفسي.. :)
سعيدة بمرورك الكريم :)
أنا أسعد :))
لك مني أطيب التحيات :)