ليست من عاداتي أن أرسم على مرآة الحمام المشبعة ببخار الماء الساخن الذي يعشقه جسدي.. اليوم وجدت نفسي -لا إراديا- أخطو بأناملي فوق المرآة التي اهتزت صورتي عليها.. كانت البداية بقلب ممزق من المنتصف، يقسمه خط متعرج عشوائي إلى نصفين.. بالقرب منه، وجه بسيط يبتسم ابتسامة باهتة، تبدو عليها ملامح الرضا المصطنع.. مابين القلب والوجه، تنبت وردة طفولية بورقات أربع، تسعى جاهدة للحفاظ على حياتها.. في أعلى يمين الوردة، تشرق الشمس بأشعة معدودة، على سحابتين إلى يسارها، تعلو بأسفلهما عصفورة وحيدة.. طفوليةٌ اللوحة، وكذلك روحي.. روحي التي بعد ساعات قليلة، ستكمل عامها الحادي والعشرين.. تحاول روحي بتلك اللوحة أن تسترجع بقايا طفولة كامنة في مكان مابداخلهـا.. تأبى أن تتجاهل أحداث الماضي القريب، الذي يتمثل أمامها الآن في صورة أقرب للخيال منها إلى الواقع. صورة تحاول أن تفرض نفسها على مستقبلها.. لحظة هدوء، ودمعة تخشى على نفسها من البوح، هي كل ماتملكه روحي في هذه اللحظة.. ستمر الساعات، ومع بداية اليوم الجديد -والعام الجديد-، ستتناسى روحي اللوحة التي بالكاد يتبقى منها شيء الآن.. ستقبل على عامها الجديد، داعيةً ال