ذكر ما حدث
ها أنا الآن أستسلم لرغبتي الملحة في الكتابة، بعد أن كنت أقاومها وأتحجج أمام نفسي بوجود حاجز يفصلني عنها منذ شهر كامل.. شهر يوجد به الكثير ليُكتب عنه ويُحكى..
اليوم هو آخر أيام أول أشهر السنة الجديدة، وهو ثالث أيام فرض حظر التجول -وقد تخطى بالفعل منتصفه -.. مع بداية أيام الإجازة، بدأت أيام حظر التجول، وانتهت معها كل مخططات مسبقة كنت أعشّم نفسي بها.. لم أكن أتوقع أن يؤول حال البلاد إلى ما آل إليه الآن.. منذ اليوم الأول للاحتجاجات، وأنا أتابع بشغف وقلق ما يحدث، وأشارك فيه بقلبي؛ لعدم تمكني من المشاركة الفعلية.. ولكن لم يسلم الوضع من التخريب. بكيت وفزعت عندما رأيت ماحدث في المتحف المصري. أحسست بالخوف على هويتنا من الضياع، وشعرت بـخوف مما يمكن أن يصير إليه الوضع إذا تدهور أكثر من ذلك..ولكني بدأت أسترد شعوري بالأمان تدريجيا بعد أن شهدت ما أسمته القنوات الإخبارية باللجان الشعبية، هؤلاء يقفون حائلا أمام كل من تسول له نفسه بالتهجم على ما ليس له..
الآن أشعر بالملل، وقد بدأ يتزايد علي اليوم تلو الآخر.. أسلّي نفسي معظم الوقت بمشاهدة إحدى المسلسلات الأجنبية على حاسوبي المتنقل، وربما بعض الألعاب تفي بالغرض.. اليوم ضبطت نفسي أستمع إلى بعض الأغاني المبهجة.. هل أبدو الآن طبيعية؟ أعتقد أن في مثل هذه الظروف، أنا أبعد مايكون عن الطبيعية.. ولكنني بالفعل سئمت. لم أعد احتمل الوضع السائد الآن، وكأن ما بي من صراع داخلي لا يكفي؛ ليضاف إليه ما يحدث هذه الأيام على أرضي ومن حولي..
يا الله.. كن رؤوفا بحال هذا البلد.. كن رحيما بنا.. أنزل سكينتك علينا.. اهدِ لنا نفوسنا.. يا الله..
********************************
كتبت هذه الكلمات في يوم 31/1/2011، بعد أن تخطت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل بقليل.. أعترف أن في هذه الكلمات شيئا من اللامبالاة اللحظية الخارجة عن إرادتي، ولكن كل مايهم في الوقت الحالي هو أن تخرج مصر من مفترق الطرق الذي تواجهه الآن..
لك الله يا وطني..
تعليقات