داخل الإطار
تشغلها كثيرا تلك الفتاة التي تراها دوما.. جالسة هي تنظر نحوها في تحنان بالغ وحب صافي.. في عينيها براءة نادرة، تتعارض جليا مع فتحة صدرها المكشوف.. ربما هي الحياة تعبث بمن يحاول أن يلعب دوره فيها بصفاء.. تجلس تلك الفتاة إلى طاولة خشبية، ممددة عليها وردات قليلة، وخطاب مطوي بجانب ظرف مفتوح.. هي ليست سوى فتاة محاصَرة في إطار نحاسي عتيق، معلق على حائط عادي، في صالة من صالات ذلك النادي الكبير الذي لا يدخله إلا علية القوم.. تتأمل الصورة المعلقة، وتتخيل نفسها مكان تلك الفتاة المنتظِرة.. هي لا تحب الانتظار، ولا تطيق الصبر فوق قدرتها على الاحتمال.. في حياتها العملية، لا تناسبها لغة الخطابات الصماء التي تخلو من أي شيء.. في حياتها العملية، تحتاج إلى مواقف وأفعال حقيقية، وربما إلى بعض الورود؛ لإضفاء جو من الحميمية على حياتها الجافة الباردة.. تتأمل ثانية في الصورة، وتتيقن من أنها لا تريد أبدا أن تكون تلك الفتاة..