بالأمس حلمت بك
هنا تأتي النهاية.. نهاية الكلام، وتحل محلها البداية.. بداية الصمت.. ذلك الصمت الذي أبى أن يُترجم نفسه إلا في صورة، هي أقرب للخيال منها إلى الواقع.. حالة من اللاوعي مسيطرة عليّ دون أن أدري، هي التي تتحكم فيما أراه في منامي، وبفضلها، أحقق مالم تُتح لي الفرصة أن أحققه على أرض الواقع.. بفضلها، أراك واقفا مهانا أمامي، بعد أن ارتطمت بك نظرات الاحتقار المتكررة التي لم تكن تتوقعها.. أرتاح بعض الشيء لكوني قد تخلصت من حمل ثقيل كان يجثم على صدري.. شحنة من الطاقة السلبية بسببها، كنت أرى حياتي كئيبة سوداء، خالية من ألوان الفرح والمتعة -اللهم إلا أقل القليل-.
عودة إلى الواقع الآن.. ألتزم الصمت كعادتي؛ في محاولة مني لتناسي الحزن، والبحث عن نقطة البداية من جديد.. تأتي أنت، وتقف أمامي.. تلقي تحيتك عليّ (أداء واجب).. أردها بابتسامة صفراء، مشوبة ببعض الحزن المنسيّ الكائن بداخلي دون أن أدري، ويمضي بعدها كل منا في طريقه.. تصرفٌ غريب، ينم عن عدم دراية حقيقية بالموقف، وربما عن شيء من الحماقة.. تحاول أن تتعامل مع الأمر بشكل عادي، وأنت تعلم جيدًا أنه لن يكون كذلك..
بالأمس حلمت بك، ولكن الغد شيء آخر..
*العنوان مأخوذ عن قصة لبهاء طاهر.
تعليقات