مناجاة (2)
صار لها زمن لم تدع الله كما اعتادت أن تدعوه.. كفت عن الدعاء لسبب غير معلوم، وكأنها تخشى شيئا لا تعرفه.. لطالما كان الله رفيقا بحالها، رحيما بها، حنونا عليها. لماذا كفت عن اللجوء إليه؟ ربما لكثرة ذنوبها، صارت تخشى من عدم قبول الله لها في رحمته.. تتألم طيلة الوقت، ويضيق صدرها يوما بعد يوم.. تتذكر وقت أن استأنست بالله في لحظة كانت تتوقع أن تكون حالكة، فكان الله لها خير معين ونعم الصاحب.. لماذا تبدو تلك اللحظة بعيدة؟ تدعو بصوت خافت: يا رب.. استعصت عليَّ نفسي وعصتني، فصرت أخاف عليَّ منها.. عذبتني نفسي عند مفارق الهوى، ففارقتني الراحة وأصابتني الحيرة الخانقة، الحانقة على أي شيء وكل شيء.. آثرت العزلة فلم تؤثرني طويلا، وباعتني بثمن قليل عند أول فرصة.. يا الله.. يا طبيب الأرواح الحزينة، الحائرة.. أرجوك يا الله أن تبسط جناح رحمتك لتظلل به عبادك الضعفاء، الذين مهما أصابهم البعد عنك، لابد لهم وأن يعودوا إليك يوما ما، ليحتموا برحمتك التي وسعت كل شيء.. يا الله.. إن العيش بدون ذكرك أشد على القلب من الموت المفرق بين الأحبة.. يا الله.. اغننا برحمتك عن الدنيا وما فيها.. اكفنا برحمتك ما