Indifference
يطاردها الأرق، فتطارد هي النوم بكوب ساخن من الينسون الغير محلّى. هي لا تحب إضافة السكر إلى منقوعات الأعشاب.. تحاول تهدئة نفسها اليقظة. تلمح بالقرب منها دفترها القديم ذا الوريقات المنتَشَلة. هو بالأحرى "نوتة"، على غلافها يستقر اسم تجاري لأحد أدوية مرض السكري المعروفة، في دعاية للشركة المنتجة. اعتادت في هذه "النوتة" التي أعطتها إياها والدتها، أن تدون مايخطر ببالها من أفكار وخواطر، قبل أن تدونها في عالمها الافتراضي.. أما الآن، فالوضع لم يعد كذلك.. "مفيش حاجة بتفضل على حالها.." تتصفح كتاباتها القديمة. تشعر تجاهها ببرود غريب لم تعهده في نفسها..تقرأ الكلمات التي كتبتها بقلبها قبل يدها، فلا تسمع لها صدى بداخلها.. "مفيش حاجة بتفضل على حالها.." تحزن لبرود مشاعرها، وهي التي كانت من قبل تستشعر كل حرف تدونه، فتسري فيه الحياة ويستشعره معها كل من يقرأ.. تتمنى لو يعود بها الزمن إلى الوراء.. سنتين.. ثلاث، أو ربما بضعة أيام فقط، فتسترجع نفسها وتحاول تفادي أسباب حزنها الفائت وبرودها الحالي.. ولكن، كيف تضمن لنفسها أنها لن ترتكب ذات الحماقات والزلّات؟ تنهي